ودّعت مصر ٣ من شهداء الواجب، ظهر أمس، بعد مصرعهم بطلقات جنود إسرائيليين على الحدود، مساء أمس الأول، حيث نقلتهم طائرة حربية من سيناء إلى مطار ألماظة بالقاهرة، ومنه تم نقل المجندين «أسامة جلال إمام» إلى مسقط رأسه فى القليوبية و«طه محمد إبراهيم» إلى مسقط رأسه فى منطقة المعصرة بحلوان، ونقلت الطائرة الحربية ذاتها جثمان الضابط الشهيد «أحمد جلال» إلى مقر إقامته فى أسيوط، وقررت أسرته دفنه فى مسقط رأسه فى سوهاج.
قالت مصادر أمنية إن أوامر صدرت بتعزيز التواجد الأمنى على الحدود المصرية - الإسرائيلية، كما توافد العشرات من أبناء سيناء إلى المنطقة الحدودية، وأبدوا استعدادهم للمشاركة فى حماية الحدود المصرية.
كانت منطقة العلامة «٧٩» على الحدود المصرية - الإسرائيلية قد شهدت إطلاق نيران من الجانب الإسرائيلى على أفراد من الأمن المصرى، وهو ما أدى إلى استشهاد ضابط وجنديين مصريين، مساء أمس الأول، فيما قالت مصادر أمنية إن الثلاثة استشهدوا أثناء تصديهم لقوات إسرائيلية توغلت فى سيناء وهى تطارد مجهولين قال الإسرائيليون إنهم منفذو الهجمات الثلاث التى شهدتها مدينة إيلات يوم الخميس.
وسادت أجواء متوترة فى المنطقة الحدودية بين مصر وإسرائيل، أمس، بعد الاشتباكات الدامية التى أدت لاستشهاد ضابط وجنديين، وإصابة آخرين فى وسط سيناء، خاصة فى منطقة الكونتيلا التى تقع شمال مدينة طابا بنحو ٢٠ كيلومترا، وتحديدا عند العلامة الحدودية رقم ٧٩، حيث استشهد رجال الأمن المصريون.
وقال بيان لوزارة الداخلية إن الحادث وقع أثناء قيام الأجهزة الأمنية بتمشيط الحدود المصرية بسيناء، خاصة المناطق الحدودية لتضييق الخناق ومطاردة العناصر المتورطة فى الهجوم على قسم ثان العريش.
وقال البيان إن الدورية الأمنية فوجئت بإطلاق النيران بصورة عشوائية بالجانب الحدودى الآخر وقت الإفطار، حيث طالت النيران عددا من أفراد الشرطة. وقالت مصادر أمنية إن المجموعة المسلحة المجهولة، التى نفذت هجمات ضد الجنود الإسرائيليين فى إيلات، انقسمت إلى مجموعتين، نجحت إحداهما فى التسلل إلى الأراضى المصرية، وتمركزت فى منطقة جبلية وعرة، مما أدى إلى توغل قوات إسرائيلية بالمنطقة وهاجمتها بالطائرات والآليات، مما أدى إلى استشهاد الضابط والجنديين المصريين، القائمين بالحراسة فى تلك المنطقة، وهو ما اعترفت به إسرائيل، وادعت أنه وقع «عن طريق الخطأ».
فيما قالت مصادر أخرى إن طائرة أباتشى إسرائيلية فتحت النار على الجنود المصريين بالخطأ بعد اعتقاد قائدها أنهم من نفذوا تفجيرات إيلات.
وساد توتر آخر منطقة الحدود مع قطاع غزة خشية استهداف الأنفاق، وتوقفت حركة نقل البضائع إلى الجانبين، وأغلق أصحابها فتحات الأنفاق حتى هدوء الأوضاع.
من ناحية أخرى، قالت مصادر أمنية إن سبعة أكمنة أمنية للقوات المسلحة والشرطة تعرضت لهجوم بالرصاص من قبل مسلحين، رجحت أجهزة الأمن أن يكونوا من المطلوبين الذين تلاحقهم قوات الأمن، منذ الاثنين الماضى، لتورطهم فى الهجوم المسلح على قسم شرطة ثان العريش وتنفيذ هجمات على خط تصدير الغاز الطبيعى لإسرائيل.
كان أكثر الاشتباكات حدة عند حاجز القوات المسلحة والشرطة بمنطقة الريسة عند مدخل العريش الشرقى على الطريق الدولى، حيث تم إطلاق الرصاص على الحاجز من قبل مسلحين كانوا يستقلون دراجتين بخاريتين، وفروا هاربين، واستمر تبادل إطلاق النار لنحو ساعة متواصلة، وأغلق الطريق الدولى لمدة ساعتين قبل أن يعاد فتحه بعد الدفع بثمانى مدرعات للجيش والشرطة لتعزيز قوة الكمين المكونة من مدرعتين، ولم يبلغ عن وقوع إصابات جراء الاشتباكات.
وأكدت المصادر الأمنية أن الضربات القاسية، التى تعرضت لها عناصر التنظيم المسلح، دفعت بعضهم إلى محاولة الانتقام وإثبات القدرة على مواصلة الهجمات، إلا أن أياً من مهاجميهم لم ينجحوا فى الدخول لمدينة العريش، وجميع الهجمات تستهدف الأكمنة المحيطة بمداخل العريش الجنوبية، التى تحدها مناطق جبلية.
وذكرت مصادر أمنية أن المسلحين التكفيريين يحاولون بشتى الطرق التخفيف من حدة الضغط الأمنى عليهم بمحاولتهم لفت الأنظار ومهاجمة الأكمنة وأفراد الأمن داخل وخارج المدينة لإشغال تلك القوات ومحاولة إظهار قوة وتماسك غير حقيقيين.