في ظل الانفلات الأمني والحالة الفوضوية التي تمر بها مصر.. شهدت قرية بمها بالعياط أحداثا مؤسفة عاني بسببها مئات المواطنين من سكان الوجه القبلي الذين تسببت الأحداث في قطع الطريق عليهم وحبسهم داخل وسائل المواصلات من قطارات تم اجبارها علي التوقف بعد تفكيك القضبان في المنطقة المارة بالقرية والمحاذية لطريق أسيوط الزراعي الذي تم قطعه أيضا وظل ركاب الاتوبيسات والميكروباصات والسيارات الملاكي محبوسين داخل سياراتهم لا يتجرؤون علي النزول بسبب حشود المواطنين من سكان القرية والذين تعمد البعض منهم اظهار أسلحته النارية وخشونة المعاملة مع كل من هو غريب عن القرية وكان للصحفيين وبعض وسائل الاعلام الأخري نصيب من الخسائر حيث تم منعهم من دخول القرية أو المرور في المنطقة التي فرض أهالي القرية حظرا علي التجول فيها في مساحة حوالي نصف كيلو أمام القرية حيث أغلقوها من الاتجاهين القبلي والبحري الأمر الذي دفع بعض الصحفيين إلي سلوك طرق فرعية خلفية للدخول للقرية وكان في مقدمتهم محررو ومصور »الأخبار« الذين وصلوا إلي ساحة القرية وتجولوا في شوارعها حتي وصلوا علي مقربة من مكان اقامة برج محطة المحمول الذي تسبب تركيبه في إثارة أهالي القرية وقيامهم بالتجمهر وقطع الطريق الزراعي وخط قطارات السكة الحديد.. المشهد كان مثيرا وغريبا ويشير بوضوح إلي سبب قيام الأهالي بقطع الطريق حيث انهم فشلوا في الوصول إلي مكان برج المحمول لمنع تركيبه بسبب الميليشيات المسلحة التي احاطت بالمنطقة المقام فيها البرج بينما اعتلي بعضهم أسطح المنازل وصوبوا فوهات بنادقهم الآلية والخرطوش نحو المارة في الشارع متحفزين لاطلاق النار علي كل من تسول له نفسه الاقتراب من البرج أو محاولة اعاقة الشركة عن تركيبه الأمر الذي جعل قطع الطريق أسهل أمام الاهالي من التعرض لقناصة الميليشيات المسلحة علي أسطح المنازل.
التقت »الأخبار« بعدد من المارة بمنطقة الاحداث فأكدوا جميعا ان ما يحدث جريمة في حق المجتمع وبلطجة مسلحة لا يمكن السكوت عليها سواء من أهالي ا لقرية الذين قطعوا الطريق أو اصحاب الأرض التي اقيم عليها برج المحمول وقاموا بحمايته بالاسلحة.
كما حوي المشهد قصصا إنسانية ومآسي لعشرات المواطنين من ركاب القطارات الذين اضطروا إلي النزول منها والنوم علي القضبان علي أمل فك الكرب ووصول القوات الحكومية لانقاذهم من موقف عصيب ليس لهم فيه ناقة ولا جمل سوي أن حظهم العاثر وضع شريط القطارات أمام قرية بمها بالعياط.. ومن بين تلك المآسي رجل في الأربعين من عمره وقف يبكي ويستجدي قاطعي الطريق بالسماح له بالمرور عبر منطقة الحظر لانقاذ والده البالغ من العمر ٠٧ عاما والذي كان يستقل القطار من الصعيد في طريقه لمسكن ابنه في القاهرة لعرضه علي طبيب بسبب أمراض مزمنة انهكت قواه وكان آخرها احتباس بولي بسبب حصاة في الكلي ولكن دموعه لم تشفع له وضاعت توسلاته وسط ضجيج الغوغاء من الصبية والبلطجية الذين اصروا علي مواصلة قطع الطريق.. حتي مصور »الأخبار« مجدي عيد الذي صاحب مندوبي حوادث »الأخبار« في محاولة لتغطية الأحداث في اليوم الثاني لها لم يسلم من بطش البلطجة الذين تجمعوا حوله وحطموا كاميرته وحاولوا الفتك به لولا تدخل بعض رجال الشرطة لانقاذه من بين أيديهم دون اتخاذ أي اجراءات ضد العقلاء.
كما نعي ركاب الاتوبيسات والسيارات حظهم لعدم تمكنهم من مواصلة رحلاتهم أو العودة من حيث جاءوا بعدما تراصت السيارات خلف بعضها بسبب غلق الطريق مما اضطر معظمهم إلي المبيت في مكانهم حتي تم فض التجمعات واعادة فتح الطريق بعد ظهر أمس.
قطاع أكتوبر التابع لمديرية أمن الجيزة حرر اخطارا بالاحداث قال فيه ان مركز شرطة العياط تلقي بلاغا بتجمهر أهالي قرية بمها وقيامهم بتعطيل خط السكة الحديد وقطع الطريق الزراعي لتضررهم من المدعو أحمد محمود الفقي »٥٥ سنة« فلاح لتعاقده مع شركة موبينيل لتركيب محطة تقوية ارسال بقطعة أرض ملكه تقع داخل الكتلة السكنية بالبلدة وقيام الشركة بتركيب أجزاء من المحطة الأمر الذي يشكل خطورة علي الصحة العامة لأهالي القرية.. بينما قرر عدد من الاهالي انهم اعترضوا علي تركيب شبكة تقوية المحمول لقربها من مبني معهد ديني للاطفال خوفا علي ابنائهم لكن احدا من المسئولين لم يتدخل لحل المشكلة.
وقد نجحت جهود رجال الشرطة ورؤوس العائلات في فض التجمهر واعادة فتح الطريق الزراعي امام حركة السيارات واخطار هيئة السكة الحديد لمعاينة مكان القضبان المنزوعة لاصلاحها واعادة تسيير حركة القطارات بعد ما يقرب من ٤٢ ساعة من الشلل التام الذي اصاب الحركة المرورية بمنطقة الأحداث.