احتشد الآلاف من شباب الثورة وأسر الشهداء فى مظاهرات، أمس، بالقاهرة وعدد من المحافظات تحت شعار «جمعة القصاص»، ورددوا هتافات تطالب بالإسراع فى محاكمة قتلة الثوار، وضم حسنى مبارك، الرئيس السابق، إلى القضية، وإيقاف الضباط المتهمين عن العمل، وإقالة منصور عيسوى، وزير الداخلية.
فى ميدان التحرير، وفى غياب تام للأمن والشرطة العسكرية، أدى الآلاف صلاة الجمعة، وأطلق الشيخ مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم فى خطبته، تحذيراً بقوله: «إما محاكمة قتلة الشهداء جميعاً علناً أو سنلحق كلنا بالشهداء فى الجنة.. ولا تضطرونا لمحاكمة القتلة ونصب المشانق لهم بأنفسنا».
ودعا إمام «عمر مكرم» إلى تحويل ميدان التحرير إلى منطقة خضراء، يحظر تواجد أفراد الشرطة فيها بالأسلحة، على أن تكون حدودهم تقاطع شارع محمد محمود مع شارع منصور فى محيط وزارتهم.
وهتف الحاضرون بعد انتهاء الصلاة «آه آه.. الشهيد بيصرخ آه.. المحاكمة للطغاة»، و«محاكمات محاكمات.. مش عايزين تأجيل جلسات»، وأحرقوا صورة للرئيس السابق، وأكد عدد كبير منهم عزمهم الاعتصام والمبيت فى الميدان حتى تحقيق مطالبهم، وطردوا مندوبى عدد من وسائل الإعلام الحكومية، متهمين إياهم بالتحامل على أسر الشهداء، فيما نظم المئات مسيرة إلى مجلس الوزراء، وحاولوا التوجه إلى مبنى وزارة الداخلية للمطالبة بسرعة محاكمة قتلة المتظاهرين، لكن قوات الجيش منعتهم من التقدم، فاكتفوا برشق المبنى بالطوب.
وفى الإسكندرية، نظم حوالى ٣ آلاف مواطن وقفة احتجاجية فى منطقة القائد إبراهيم، ورددوا هتافات تطالب بالدستور قبل الانتخابات البرلمانية، ومحاكمة قتلة الشهداء، ثم انطلقوا فى مسيرة على الكورنيش باتجاه مكتبة الإسكندرية، وقطعوا الطريق نحو ساعة دون تدخل الأمن والجيش، ورشقوا سيارة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين بالحجارة، بعد أن ردد أصحابها هتافات مؤيدة للجماعة. وهتف متظاهرو الإسكندرية ضد الشيخ أحمد المحلاوى بسبب قوله خلال خطبته إن «بلطجية التحرير يهاجمون الشرطة». وفى السويس، شارك مئات النشطاء فى مظاهرة، رددوا خلالها هتاف «عدى بدال الشهر تلاتة.. والمحاكم تاتا تاتا».
وتكررت المظاهرات بأعداد أقل فى الدقهلية والبحيرة وقنا، وتوحدت مطالبها فى إقالة وزير الداخلية، والإسراع فى محاكمة قتلة المتظاهرين ورجال النظام السابق.