لا فتحت حكومة الثورة عكا.. ولا قدمت مبادرة واحدة.. ولا أقنعت الثوار بالعودة من ميدان التحرير.. ولا حلت لغز الدستور أم الانتخابات؟.. ولا الثوار أصبحوا يشعرون بأنها حكومة تمثلهم.. ولا نعرف ما هى أولويات هذه الحكومة.. ولا الفرق بينها وبين حكومة طرة؟.. لا يوجد فارق كبير بين حكومة الثورة وحكومة طرة.. ربما تفوقت الأخيرة فى قدراتها الإدارية!
استغرب المراقبون والمحللون، لأن الدكتور عصام شرف، سافر إلى غينيا لحضور القمة الأفريقية.. بينما كانت مصر تحترق.. توقع السذج أن يعتذر عن عدم السفر، أو أن يكلف وزير الخارجية، بتمثيل مصر فى القمة.. ويبقى الدكتور شرف ليتابع الموقف فى الداخل، لكنه لم يفعل.. لا أدرى إن كان هذا نوعاً من الهروب؟.. أم لأنه المسؤول فعلاً، عن «تمثيل» مصر كرئيس للوزراء؟!
«مهاتير» أوصى «شرف» بتوحيد الصف، وتنقية الأجواء المشحونة.. باعتبارها الأولوية الأولى.. كما رآها رئيس وزراء ماليزيا الأسبق.. وكان ينبغى أن تكون الأولوية، التى تشغل بال رئيس حكومة الثورة.. «مهاتير» قال إنه لو كان مكان «شرف»، لكان أول عمل يقوم به، هو تهدئة الأجواء.. فالأهم الآن هو أن تعود وحدة الشعب، كما كانت عليه فى ميدان التحرير!
الأمر يتوقف على قناعة الرأى العام الآن.. هل يرى المصريون أن حكومة شرف حكومة ثورة حقيقية؟.. هل يرون أنه رئيس وزراء خرج من الميدان؟.. لماذا يتحللون الآن من هذه القناعات؟.. لماذا لا يقفون معه، ولماذا لا يقفون خلفه؟.. لماذا يهرولون إلى الميدان كل يوم؟.. ولماذا تخرج المظاهرات الفئوية كل صباح؟.. مع أنها أخطر مرض تصاب به مصر حالياً؟!
ما هى قدرة هذه الحكومة على إجراء الانتخابات التشريعية، فى حال إقرار مبدأ الانتخابات أولاً، وتنفيذ خارطة الطريق؟.. هل الدكتور شرف مسؤول، أمام التاريخ عن هذه الفترة؟.. أم أنه مجرد رئيس وزراء، ينفذ قرارات المجلس العسكرى؟.. من الذى يدير ومن الذى يحكم؟.. من الذى يملك سلطة اتخاذ القرار؟.. هل كان الدكتور شرف أنسب رئيس وزراء، بالنسبة للمجلس العسكرى؟!
متى يظهر «مهاتير» مصرى، أو «أردوغان» مصرى؟.. هل يظهر ذلك بعد الانتخابات؟.. أم أننا لسنا ماليزيا ولا تركيا.. هيه دى مصر يا عبلة؟.. متى نفتح عكا؟.. متى نأخذ مبادرة؟.. متى كانت الحكومة تحل المجالس المحلية، ولا تغرق فى شبر مية؟.. متى كان يستطيع رئيس الوزراء إلغاء سفره، بينما كان ميدان التحرير يحترق؟.. متى يستقيل المسؤول، ومتى يبقى فى الحكم؟!
متى يصدر كارت أصفر، من رئيس الوزراء لوزير ما؟.. ومتى يصدر كارت أحمر؟.. متى يوقف اللعب ويقول كفاية حرام؟.. لماذا لم ينجح «شرف» فى الخلاص من «الجمل»؟.. ولماذا لم ينجح فى الخلاص من الوزراء السبعة، الذين حددهم بالاسم؟.. لماذا لم يقدم استقالته؟.. ولماذا يبقى المجلس العسكرى، على «شرف»؟.. وما هى قواعد اللعبة بالضبط؟!
أخيراً، هل كان على الدكتور «شرف»، أن ينزل ميدان التحرير؟.. إما أن يعود الغاضبون إلى منازلهم، أو أن يعود هو إلى منزله؟.. هل كانت ١٠٠ يوم كافية، ليقدم رئيس حكومة الثورة نفسه؟.. أم أنه يحتاج إلى ١٠٠ يوم أخرى؟.. هل سمع «شرف» بنصيحة «مهاتير»؟، أم أنه ما زال ينتظر مدداً من السماء ليفتح عكا؟!