يتواصل في مصر، الكشف عن فضائح جديدة، متعلقة بعصابة الرئيس السابق، حسني مبارك، حيث كان آخر المتساقطين على الرماح الاعلامية التي تنبش في أسرار تلك العصابة، هو وزير الثقافة السابق، فاروق حسني، الذي استمر في منصبه طيلة العقود الثلاثة الماضية، ليس بسبب حنكته، ولا ثقافته، وانما لأنه كان يعد وزير سوزان الشخصي؟!!
وفي هذا الصدد، ذكرت جريدة الخميس المصرية في أحد مقالاتها، أن فاروق حسني لم يكن مبالغا عندما أكد في أكثر من مقابلة صحفية وتليفزيونية إن اعتلاءه منصب وزير الثقافة في مصر كان محض صدفة. فالرجل الذي لم يكن يعرفه أحد في مصر حل محل رجل بقامة الدكتور احمد هيكل الأستاذ الجامعي المرموق والمثقف البارع. ولم يكذب المرحوم الدكتور عاطف صدقي عندما قال انه قدم للرئيس مبارك قائمة تضم ستة أسماء آخرهم حسني فكان اختيار الرئيس له وزيرا للثقافة في مصر، أي على طريقة "حادي بادي"!!
وأحدث اختيار حسني صدمة للوسط الثقافي حتى أن الشاعر عبد الرحمن الشرقاوي رحمه الله، قال أن هذا الاختيار إهانة للمثقفين المصريين. وتصور الكثيرون أن حسني مجرد غلطة ما يلبث مبارك أن يصححها، لكن أحدا - بما فيهم فاروق نفسه - لم يتصور أن يستمر فاروق حسني في منصبه أكثر من ربع قرن رغم ما واجه من اتهامات وما اقترف من جرائم في حق الثقافة المصرية.
لقد عايش حسني وزارات عاطف صدقي وكمال الجنزوري وعاطف عبيد واحمد نظيف، وفي كل مرة كان الكل علي قناعة أن حسني راحل.. راحل، فإذا به مستمر رغم أنف الجميع. وبدأت التحليلات والتفسيرات حول سر فاروق حسني البتاع، وكان السر هو الهانم حرم الرئيس التي اعتبرت فاروق حسني وزيرها الخاص. فالرجل الذي عاش في فرنسا وايطاليا يرتبط بعلاقات وثيقة من خلال عمله الفني بالكثير من بيوت الأزياء الراقية، وقد نجح خلال فترة وزارة عاطف صدقي في التقرب إلى الهانم التي كانت تبحث عن طريق إلى عالم الملكات والأميرات والسيدات الأوائل ووجدت في فاروق حسني ضالتها، حيث استخدم الوزير مواهبه الفنية في تحويل مدرسة الابتدائي في منتصف السبعينيات إلى سيدة راقية تنافس في ملبسها وزينتها الملكات والأميرات وزوجات المليارديرات.
وكان طبيعيا وسط انشغال حسني بمطالب الهانم أن تنحدر الثقافة في مصر مثلما انحدرت مجالات أخرى عديدة. فقد أدرك حسني أن الهانم شغله الشاغل وليضرب المثقفون رؤوسهم في صخور الهرم الأكبر.
لقد واجه فاروق حسني على مدى ربع قرن انتقادات وحملات تهد الجبال، لكنه أبدا لم يهتز، بل كان يقابل كل ذلك بابتسامات تخفي وراءها ثقة في الهانم التي كانت تصر مع كل تغير وزاري لا يقترب أحد منه.