غابت الابتسامة عن جومانا ولم تعد كعادتها حيث سيطر علي ملامحها الحزن وأختفت الفرحة بسبب ما يحدث في بلدها سوريا و ألغت كل ارتباطاتها الفنية واتجهت إلي متابعة ما يحدث في بلدها الذي تبكي بالدم علي شهدائه.
البنت الكوميدية المرحة تحول حالها وتبددت طبيعتها وسط البكاء علي وطنها وأهلها الذين تعتبر هم السند والمعين مهما جالت في الدنيا وزاد بريق نجوميتها. عندما طلبت من جومانا اللقاء لم تكن في حالة استعداد فصوتها شاحب وينذر بتغير شديد في حياتها، لم أصمت كثيرا وحاولت أن أعرف السبب وهذا لم يكلفني الكثير حيث قالت لي إن بلدي الجميل الذي كان دائما المرآة ومنارة في الشرق الأوسط أصبح ساحة للشهداء ويسيطر علي الفزع عندما أشاهد القنوات الفضائية تبث أي خبر عن بلدي المهم أنني حددت موعداً معها في اليوم التالي .
وعندما ذهبت ورأيتها ومنذ الوهلة الأولي رأيت شخصية أخري مختلفة عن التي أعرفها لأسباب كثيرة فهي ترتدي ملابس سوداء وعنياها لاتتوقفان عن البكاء ووجدتها تجلس أمام التلفاز ويسيطر عليها عدم الاتزان فهي تحرك مؤشر التلفاز كل دقيقة علي قناة لكي تعرف آخر التطورات في سوريا وتبكي ثم تصمت قليلاً وتعاود الحديث عن سوريا ومكانتها في العالم العربي والإسلامي وطيبة الشعب هناك وعندما يأتي خبر من أي مدينة ترصد لي أهم الصفات التي يتمتع بها أهلها.
المهم أنني لم أقاطعها وانتظرت لفترة استمع دون تعليق وفجأة انتبهت جومانا إلي أنني لم أحصل علي واجب الضيافة وقالت لي لازم تشرب معي قهوة سوري وطلبت بالفعل عمل القهوة بالطريقة السورية، فاكتشفت أن الحياة كلها سورية وقررت أن استغل ذلك لأجري الحوار وقلت لها:
< تتابعين بشغف ما يحدث في سوريا كيف ترين الوضع هناك وما سبب حالة الحزن التي تسيطر عليك؟
< تجيب وهي تتحدث بصوت حزين قبل أن أتحدث عن أي شيء أحب أن أبدا كلامي بالترحم علي الشهداء السوريين وأتمني من الله ان يسكنهم فسيح جناته، لكن الموقف في سوريا صعب ومؤلم ولا أتخيل أن يموت أولاد بلدي بهذا الشكل، وأدعو الله كل دقيقة أن يصلح الحال وتهدأ الأوضاع ويقينا شر الفتن.
وتضيف من الصعب علي مشاهدة ما يحدث في سوريا والوطن العربي دون أن أتاثر ولايهون علي أن يتعرض العالم العربي لهذه المأساة ودعني أقول لك إنني أشعر بأن هناك فتنة كبيرة، وأؤكد لك أنني أعيش في حالة اكتئاب شديدة تسيطر علي لما أراه في الفضائيات وأتابعه في كل وسائل الإعلام عن سوريا والعالم العربي.
< وكيف ترين الحل في الوقت الراهن؟
< أري أنه من الضروري التفاوض للوصول إلي حل سريع لإنقاذ سوريا وإعادة الريادة لها لأنه بلد رائد وأؤكد أن سوريا لن تتراجع عن مكانتها.
كيف تقضين يومك وسط هذه الحالة التي تسيطر عليك؟
< لا أنام إلا ساعات قليلة جدا وكل همي متابعة ما يحدث في سوريا والبلدان العربية ونفسي أغمض عيني وأجد الاستقرار عاد لكل الدول العربية.
< الساحة الفنية تتراجع في معدلات الإنتاج والنجوم يعانون من عدم توافر الأعمال كيف تأثرت جومانا بهذا التراجع؟
< يوجد أزمة في الانتاج السينمائي والتليفزيوني ولكن دائما أنا متفائلة في كل الأحوال.
< لكن كان لديك العديد من المشروعات منها »شباب امرأة« وفيلم »شارع الهرم«» وأهل الإسكندرية« ما مصير هذه الأعمال؟
< المسلسل الذي كنت بالفعل قد قررت الدخول لتصويره هو »أهل الأسكندرية« ولكن تم تأجيله إلي العام المقبل أما فيما يتعلق بالعملين الآخريين فقد اتفقت مع منتجهما أحمد السبكي علي الانتظار حتي تتحسن الأوضاع لأن التصوير في الوقت الراهن مغامرة. خاصة إن علاقتي بالسبكي علاقة أسرية حيث تربطني به وبأسرته علاقة متميزة وعندما تتحسن الأمور سوف نصورهما وعلي فكرة هناك أعمال أخري عرضت علي في مصر وسوريا اعتذرت عنهالعدة أسباب الأول أنني لا أحب التسرع في أي عمل أقدمه، والسبب الثاني أنني لا يمكن أن أضحي بجماهيريتي وأقدم عملاً من أجل التواجد فقط لأنني احترم المشاهد الذي يعرفني جيدا ويتابع أعمالي.
أضف إلي ذلك أن حالتي النفسية غير مؤهلة في الوقت الراهن للوقوف أمام أي كاميرا للتصوير لأن عقلي وقلبي مع ما يحدث في بلدي.
< يعرض لك حاليا مسلسل »مطلوب رجال« الذي يتضمن ٠٩ حلقة وهذا العمل شكل غير مألوف في الدراما العربية لماذا أصررت علي هذه التجربة وهل تعتقدين أنها حققت أهدافها؟
< هذا العمل يعتبر سابقة لي في مشواري الفني وأحب دائما أن أقدم الجديد حتي أصل إلي قلوب المشاهدين بنوعيات مختلفة وجديدة، والجمهور العربي منذ فترة يتابع هذه النوعية من خلال الدراما التركية، وعندما وجدت هذا العمل قررت الدخول في هذه المغامرة والجمهور تقبلها واعتبرها سابقة فنية تحسب لي.
لأنه عمل ضم كل الفئات من العالم العربي بقصص متميزة وكل فنان شارك فيه قدم دوره بشكل جديد ومتميز والانتاج كان في غاية الاهتمام بالعمل ولم يتوان عن الانفاق عليه بشكل كبير، والصورة كانت رائعة ورغم أن المسلسل حقق هذا النجاح إلا أن سعادتي لم تكتمل بنجاحه لأننا نمر بظروف صعبة في عالمنا العربي.
< بصراحة هل تتابعين المسلسل الآن وسط انشغالك بما يحدث في العالم العربي؟
< أحيانا.. أتابعه حتي أخرج من الحالة الحزينة التي تسيطر علي ولا أنكر عليك أن عرضه علي قناة »mbc« ساهم في نجاحه لأنها شاشة سحرية وأي عمل يتواجد عليها ينجح بسبب إدارتها الذكية.
< هل ترين أن هذه النوعية سوف تحظي بالقبول ويتم التوسع في إنتاجها أم أنها لن تتكرر؟
< أتمني أن نتوسع في إنتاج هذه النوعية ويصبح لدينا أعمال ليس فقط ٠٩ حلقة ولكن ٠٢١ حلقة.
لأننا الأفضل في معالجة مشاكلنا بدلاً من المسلسلات التركية التي غزت عالمنا العربي وبها تجاوزات عديدة لاتتلاءم مع عاداتنا ومجتمعنا.
< أفهم من ذلك أنك لا تتابعين المسلسلات التركية؟
< إطلاقا... أتابعها وآخر عمل شاهدته مسلسل »العشق الممنوع« ولا أنكر عليك أنه عمل متكامل وملاحظتي الوحيدة عليه كانت في بعض المشاهد وقناة mbc حذفت تلك المشاهد.
< هل ترين أن قصة هذا المسلسل والمتمثلة في إقامة علاقة غرامية بين شاب وزوجة عمه أمر غير مقبول؟
< هذه العلاقات موجودة ولكن نحن لانمتلك الجرأة لمناقشتها علي عكس المجتمع التركي.
< كيف ترين شعبية بطل المسلسل مهند ولو عرض عليك التواجد معه في عمل هل ستقبلين؟
< طالما أن الجمهور حبه فهذا هو الفيصل ولا أحد ينكر شعبيته، ومن الممكن أن أشاركه في عمل وليس لدي مانع.
< تنتظرين عرض فيلمك »كف القمر« كيف ترين هذا العمل؟..ولماذا لم تشاهدينه مع فريق الفيلم في العرض الذي أقامه خالد يوسف؟
< لأنني مرعوبة وأرغب في مشاهدته مع الجمهور وانتظر رد الفعل حول دوري بفارغ الصبر خاصة إنني اسعي لكي يكون هذا الفيلم نقلة كبيرة لي في السينما لان العمل يحمل اسم مخرج كبير هو خالد يوسف وايضا مؤلفه ناصر عبدالرحمن له نكهة خاصة في السينما وأري أنه عمل متكامل.
< لكن خرجت أقاويل عديدة حول العمل وتحديدا دورك بأنه يحتوي علي مشاهد مثيرة ما ردك؟
< يتغير وجهها وتقول بانفعال لن ارد الآن وأطلب من الشخص الذي يروج ذلك أن ينتظر حتي يشاهد الفيلم أولا قبل أن يردد كلام بدون أدلة.
< دورك قصة ولا مناظر؟
< أكيد لما يشاهد الجمهور العمل سوف يعرف.< تواصلين العزف علي نغمة الأدوار الشعبية وتقدمين في هذا الفيلم دوراً شعبياً وسبق أن قدمت ذلك في فيلمي »كباريه« و»الفرح«.. ما سبب هذا الحرص علي هذه الأدوار؟
< أعشق الادوار الشعبية المصرية لانها تساهم في اقترابي من الناس ولكن شخصيتي في فيلم »كف القمر« مختلفة عن فيلمي »كباريه« و»الفرح« نهائيا.
وأري أن هذه الأدوار الشعبية تعطي مساحة كبيرة للممثل في تقديم نوعيات مختلفة منها دون أن تتشابه وفي هذا الفيلم أقدم شخصية لبني التي تنتمي لمنطقة العتبة.
< ما سبب الإصرار علي البطولة الجماعية في السينما؟
< ليست نوعية البطولة التي تهمني ولكن تركيبة الفيلم بشكل عام من حيث الانتاج والإخراج والسيناريو ويعرض علي أعمال بطولة وأرفضها بسبب عدم جودتها.
ولا أخجل أن أقول لك أنني من الممكن أن أقدم مشهداً واحداً في فيلم طالما أنه سوف يخلق حالة خاصة في الفيلم. فالفن ليس بالكم ولكن بالكيف.
< مع انتشار الثورات العربية بهذا الشكل هل ترين ان الفن سيتغير ليواكب هذه التطورات؟
< عندي قناعة بأن الفنان الذي يسعي للتواجد بقوة علي الساحة الفنية يجب أن يطور نفسه بشكل متميز حتي لا تتآكل موهبته وأعتقد أن ما يحدث حولنا في أي وقت يتأثر به كل فنان يبحث عن المزيد وأنا طماعة فنيا وأسعي للتواجد بشكل مختلف بما يجعلني في قلوب الناس.
< تتحدثين عن الفن وحده لماذا لا تتحدثي عن الارتباط؟
< أنا لا أكره الاستقرار وحتي لو خضت تجربة لم تكن ناجحة لكني استفدت منها.
وأقول لك إنني شخصية تحب البيت وأتواصل مع ربنا بشكل كبير لدرجة أنني ارتدي الإسدال وأقضي معظم وقتي في الصلاة.
< بما أنك تحبين البيت فهذا قد يجعلك ترغبين في الارتباط فلماذا العزوف؟
< لأنني لايمكن أن أوافق علي شخص وأقضي معه حياتي إلا اذا كنت مقتنعة به تماما وهذا لم يحدث.
< هل تنتظرين الإشارة من قلبك أم عقلك؟
< أنتظر إجماع قلبي وعقلي علي الرجل المناسب.
< هل هناك ندرة في المتقدمين للارتباط بك ولو ذلك حقيقي من الممكن أن نعمل صفحة علي »الفيس بوك « نطلب فيها عريساً؟
< تبتسم وتقول بالعكس العرسان متوافرون بشكل كبير ولازم أشعر بأنني جاهزة نفسياً وعلي فكرة خطابي زادوا هذا العام، وكل ما أطلبه في عريسي أن يكون علي خلق ويخاف ربنا.
< هل هناك مواصفات شكلية محددة؟
< عمري ما فكرت في المواصفات الشكلية نهائيا.
< عدت أداعبها من جديد وقلت لها ما هو رأيك في أوباما رئيس أمريكا؟
< بسرعة ترد لاطبعا
< شاهدت علي »I pad« الخاص بها خبر وفي نهايته كتب عليه برجاء الالتزام بنص الخبر نظرا لحساسية الموقف فقلت لها لماذا هذه العبارة؟
< هذا اتفاق متبع مع المستشارة الإعلامية الخاصة بي عندما يكون هناك أزمة تكتب الخبر وفي نهايته هذه العبارة لأن هناك أقاويل كاذبة تخرج علي أنها تصريحات للفنان دون أن يعرف عنها شيئاً وتنشر علي المواقع وقد تتسبب في أزمات كبيرة وأقول لك ان هناك العديد من الصفحات علي الفيس بوك تحمل اسمي دون أن أعرف عنها شيئاً وأنا في النهاية فنانة وفي ظرف راهن صعب وبلادنا بها فتن ولذلك عندما أقول كلمة تحسب علي ولذلك أحرص علي الدقة فيما أقوله وأرغب فيما ينشر أن يلتزم أخلاقياً بما أقوله.